بيئة العمل غير الصحية

بيئة العمل غير الصحية
بواسطة: هبة شركس

بيئة العمل السامة- كيف تؤثر على الصحة النفسية والإنتاجية؟

يعتبر العمل جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، حيث يقضي الأفراد ساعات طويلة في بيئات عملهم يوميًا. وبينما تسهم بيئة العمل الصحية في تعزيز الإنتاجية والرضا الوظيفي، فإن بيئة العمل السامة تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والجسدية للعاملين، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء وزيادة معدلات الاستقالات. في هذا المقال، سنناقش علامات بيئة العمل السامة، تأثيرها، وكيفية التعامل معها.

 

علامات بيئة العمل السامة

توجد عدة علامات تشير إلى أن بيئة العمل غير صحية، ومن أهمها:

1. غياب الاحترام والتقدير

عندما يشعر الموظفون بأن جهودهم لا تُقدَّر، أو يتم تجاهلهم أو معاملتهم بشكل غير لائق، فإن ذلك يؤثر سلبًا على معنوياتهم. في بيئات العمل السامة، قد تكون هناك انتقادات مستمرة دون مبرر، أو سلوكيات عدوانية مثل التقليل من شأن الآخرين أو الصراخ عليهم.

 

2. سوء التواصل والإدارة الغامضة

من أكثر الأمور التي تجعل بيئة العمل غير مريحة هو غياب الوضوح في التواصل، سواء كان ذلك في تحديد المهام أو التوقعات. قد تكون القرارات تتخذ بشكل غير شفاف، أو يتم تمرير التعليمات بطريقة غير مباشرة، مما يخلق شعورًا بالإحباط وعدم اليقين.

 

3. انتشار الغيبة والمكائد

في بيئات العمل السامة، تنتشر النميمة والمكائد بين الزملاء، مما يؤدي إلى خلق أجواء مليئة بالتوتر وعدم الثقة. الموظفون قد يشعرون بأنهم في بيئة تنافسية غير عادلة، حيث يتم التلاعب بالمعلومات لتحقيق مصالح شخصية.

 

4. عدم احترام التوازن بين العمل والحياة الشخصية

عندما يصبح العمل مرهقًا لدرجة أنه يسيطر على حياة الموظفين، دون مراعاة احتياجاتهم الشخصية أو الأسرية، فإن ذلك يؤدي إلى إرهاق نفسي وجسدي شديد. تتجلى هذه المشكلة في توقعات غير واقعية بشأن ساعات العمل، أو الضغط المستمر دون منح فترات راحة كافية.

 

5. الإدارة السيئة والممارسات السلطوية

المديرون الذين يمارسون السلطة بأسلوب ديكتاتوري، ويرفضون الاستماع لآراء الموظفين، يساهمون في خلق بيئة غير مريحة. كما أن غياب الدعم المهني، والاستهانة بمشاعر الموظفين، يجعلهم يشعرون بعدم الأمان وعدم الاستقرار.

 

6. عدم وجود فرص للتطور أو الترقية

عندما يشعر الموظفون أنهم عالقون في مكانهم دون أي فرص للنمو أو التقدم، فإن ذلك يؤدي إلى فقدان الحافز للعمل. في بيئة العمل السامة، قد يتم الترقية بناءً على العلاقات الشخصية وليس على أساس الأداء والكفاءة.

 

7. التوتر والقلق الدائم

في بيئة العمل السامة، يسود شعور مستمر بالضغط والتوتر نتيجة لعدم وضوح المهام، أو المراقبة المستمرة، أو التهديد بفقدان الوظيفة. هذا الضغط قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل القلق المزمن، والاكتئاب، وحتى أمراض جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم.

 

8. المعاملة غير العادلة أو التمييز

عندما يكون هناك تحيز واضح في التعامل بين الموظفين بناءً على العرق أو الجنس أو العلاقات الشخصية، فإن ذلك يخلق شعورًا بعدم العدالة وعدم الأمان الوظيفي.

 

9. غياب الدعم النفسي والمهني

في بيئة العمل الصحية، يجب أن يكون هناك دعم نفسي وتحفيز مستمر للموظفين. أما في بيئة العمل السامة، فإن الموظف يشعر بأنه يعمل بمفرده، دون أي دعم أو توجيه من الإدارة أو الزملاء.

 

10. ارتفاع معدل الاستقالات والغياب

عندما يجد الموظفون صعوبة في الاستمرار في وظائفهم بسبب الضغط النفسي، فإنهم يميلون إلى التغيب المتكرر أو حتى ترك العمل تمامًا. إذا كانت المؤسسة تعاني من معدل استقالات مرتفع، فقد يكون ذلك علامة على بيئة غير صحية.

 

تأثير بيئة العمل السامة 

لا تتوقف تأثيرات بيئة العمل السامة عند التأثير النفسي فقط، بل تمتد إلى عدة جوانب، منها:

     تراجع الإنتاجية: الموظفون الذين يشعرون بعدم الراحة في العمل يصبحون أقل تحفيزًا، مما يؤثر على جودة وكفاءة العمل.

     زيادة المشكلات الصحية: بيئة العمل المليئة بالتوتر تؤدي إلى مشكلات صحية مثل القلق المزمن، والاكتئاب، واضطرابات النوم.

     تفكك العلاقات بين الزملاء: انتشار الغيبة والمكائد يؤدي إلى خلق بيئة مليئة بالعداوة وانعدام الثقة.

     تضرر سمعة المؤسسة: عندما تصبح بيئة العمل سيئة، فإن ذلك ينعكس على سمعة الشركة، مما يجعلها أقل جاذبية للكفاءات العالية.

 

 

كيف يمكن التعامل مع بيئة العمل السامة؟

إذا كنت تجد نفسك في بيئة عمل غير صحية، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

1.       حدد المشكلة بدقة – حدد الجوانب التي تجعل بيئة العمل سامة، سواء كان ذلك بسبب الإدارة، أو ضغط العمل، أو العلاقات السلبية بين الزملاء.

2.       ضع حدودًا واضحة – حاول أن تفصل بين حياتك الشخصية والعمل، ولا تسمح للمشكلات المهنية بالتأثير على صحتك النفسية.

3.       ابحث عن الدعم – تواصل مع زملاء تثق بهم، أو استشر متخصصًا نفسيًا إذا كنت تعاني من ضغط مستمر.

4.       حاول التحدث مع الإدارة – إذا كانت هناك فرصة لتحسين الوضع، قم بالتحدث مع الإدارة بطريقة مهنية ومباشرة.

5.       لا تتردد في البحث عن فرصة عمل جديدة – إذا لم يكن هناك أمل في تحسين بيئة العمل، فكر في البحث عن وظيفة توفر لك بيئة عمل صحية ومريحة.

 

بيئة العمل السامة ليست مجرد مشكلة فردية، بل هي تحدٍ يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للموظفين، كما يضر بأداء المؤسسات نفسها. من الضروري أن تدرك المؤسسات أهمية خلق بيئة عمل إيجابية تقوم على الاحترام والتقدير والدعم المتبادل، حتى تحقق النجاح والاستدامة. أما الأفراد، فعليهم أن يكونوا واعين بحقوقهم، وأن يسعوا لحماية صحتهم النفسية من أي بيئة قد تؤثر سلبًا عليهم.

Inline Modal

يرجي تسجيل الدخول

نسيت كلمة المرور؟

انشأ حساب جديد

الرجاء إدخال رقم هاتفك المسجل

Show notification